اوراق مبعثره رقم 2

نمد أعيننا وأيدينا .. نبحث عن نافذة في جدار الليل أو عن قطرة ضوء دافئة
نمد ايدينا فتتعثر اصابعنا بأيادٍ كثيرة تمتد باحثة مثلنا عن قطرة الأمل الصغيرة
تضيق حافة الافق يوماً بعد يوم وتصغر تصغر هذه السماء
يحاصرنا البرد وتغشانا غيوم العتمة ونوغل نوغل في صحرائنا الباردة
ما احوجنا ايها الأصدقاء الى ان نمسك بأيدي بعضنا
ما احوجنا الى ضم ارواحنا معاً لنشكل سلسلة بشرية تستمد دفئها من دم قلوبنا النابضة .. وتستمد الضوء من بريق اعيننا
ما احوجنا الى الصراخ معاً بكل ما اوتينا من قوة :- نحن هنا ما زلنا هنا نحن الانسان السوداني الوطني الحر
ما احوجنا الى جمع ايدينا معاً لنشكل جميعاً يداً واحدة قوية جبارة قادرة على كسر جدار العتمة .. وفتح نوافذنا الصدئة للشمس وللضوء وللأمل
لا تسمحوا لغيوم اليأس بأن تمطر سمومها في فضاءات ارواحنا
لا تسمحوا لخدر اليأس ان يغمض عيوننا التي تعشق الشمس والضوء
هم سينتصرون علينا حين يهزموننا من داخلنا .. لا تسمحوا لهم باحتلال ارواحنا ايها السودانيون ..! فما زال في الافق شمس تنتظرنا ..
نعم .. صعب هو دربنا .. وطويل طويل ..
نعم .. مؤلم.. ومؤلمة هي الجراح
وباردة هي الزنازين …
تمر علينا لحيظات نتمنى إن لم تمر علينا .. فإذا أصبحت ماضياً تذكرناها !!
الحياة ملئية بالتغيرات والتقلبات ، فيوم لك وآخر عليك ، فادخر الذي لك للذي عليك .
أرى قدمي) ، (أراق دمي) ، نفس الحروف والمعنى مختلف .. هذه كبعض الناس
أجسامهم واحدة وقلوبهم مختلفه !! .
أسوأ الفتن ما لُبِّس على القلب أمرُها فأصبح يراها صلاحاً وديانة وتقرباً .. فيهب لاهثاً
وراءها وراكضاً خلفها وقد ضل سعيه وهو يحسب أنه يحسن صنعاً !!
دين الله تعالى باق ٍوماض ٍ.. ولن يحتاج لنا الدين لرفعته ، بل نحن من يحتاج إليه في
رفعة شأننا ... إننا نتشرف إذا حملنا هذا الدين وطبقناه وحكمناه .. وديننا شريف بنا وبغيرنا
، فيا ليت قومي يعلمون